والإنسان في الإسلام يتحرر حتى من سيطرة الهوى وسلطان الشهوة، فالذي يسيطر على ضميره ودخيلته إنما هو سلطان الشرع، وهو يطرد سلطان الهوى إذا عارض سلطان الشرع {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)} [النازعات: 40، 41].
إذن هي حرية في صورة العبودية، ولا يمكن للبشرية أن تتحرر إلا بهذه العبودية، إن الحرية في غير الإسلام تصبح حريّة جوفاء لا معنى لها، بل هي العبودية المذلّة المهينة، وإن بدت في صورة الحريّة، إن الخضوع للزعماء والرؤساء والمناهج والقوانين والنظم وما تحبه النفس بعيدًا عن تشريع الخالق إنما هو عبودية وأي عبودية.
في الإسلام ليس هناك مجال كي يظلم الرجل المرأة، لأن الرجل لا يحكم بهواه، بل هو محكوم بشريعة الله كما أن المرأة محكومة بشريعة الله.
وتحقيق الخير في المجتمع الإسلامي يتوقف على فقه الشريعة التي تحكم الرجل والمرأة، ثم تنفيذ هذه الشريعة في حال رضى الطرفين أو عدم رضاهما، وهذا ينطلق تصور المسلم للقضية، وقد عبر الله عن هذا بقوله: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيئًا وَهُوَ خَيرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216].
ويحق لنا هنا أن نتساءَل عن السبب الذي من أجله تأخرت المرأة المسلمة،