المرأة اليوم في عالم الغرب تمزقها مأساة مؤلمة، إن كثيرًا من النساء هناك يحملن على أكتافهن ظلم الرجال، وصعوبة الحياة، يحملن على أكتافهنَّ أطفالًا قد حرموا من حنان الأبوة، والمرأة هناك يقلقها ظلمات الحيرة والندم كلما صرخ الطفل: ماما ... لماذا ليس لي أب كسائر الأطفال؟ ! .
الرجل والمرأة في ميزان الإسلام جناحان لا تقوم الحياة الإنسانية ولا ترقى إلا في ظل عملية تنسيق ومواءَمة بينهما، فالله خلق المرأة للمهمة ذاتها التي خلق من أجلها الرجل {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إلا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56].
وأناط السعادة بتحقيق كل من الرجل والمرأة لهذه المهمة، والتعاسة والشقاء بالإعراض عنها، {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 123، 124].
إن الإسلام ألزم الرجل والمرأة بالعبودية لله الواحد الأحد في صورة الخضوع لمنهجه ودينه، وهذه العبودية هي أعظم مراتب الحرية، فالإنسان من خلال توجهه لله وعبادته له، يتحرر من كل سلطان، فلا يوجه قلبه ولا يطأطئ رأسه إلا لخالق السموات والأرض، فالشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب كلها مخلوقات معبَّدة مربوبة خلقها الله لمنفعتنا لا لنعبدها.