وعن سبب الظلم الواقع عليها في ديار المسلمين، السبب في ذلك أن كثيرا من الأوضاع في ديار المسلمين بعيدة عن الإسلام، في شؤون السياسة والاقتصاد والتعليم والاجتماع، وبسبب هذا البعد عن الإسلام نشأت أوضاع فاسدة.
إن الظلم الواقع على المرأة في ديارنا كالظلم الواقع على الرجل سواء بسواء ليس سببه الإسلام الذي ندين به، بل سببه البعد عن الإسلام ومحاولة فصل الدين عن الحياة.
إننا لا نتعامى عن الأخطاء، ولا نسوغها ونفلسفها، هناك ظلم حاق بالمرأة، وأوضاع فاسدة تحيط بها، هناك من العلماء والعوام في ديارنا من يرى أن المرأة لا يجوز أن تتعلم، ولا يجوز أن تخرج من بيت والدها إلا إلى بيت زوجها، والخرجة الأخرى لا تكون إلا إلى القبر، هناك من يرى أن المرأة ليست جديرة بالتقدير والاحترام ... ، هناك من يكلف المرأة فوق طاقتها ولا يرحم ضعفها، هناك الآباء القساة، والأزواج الجهلة، الذين يضربون بناتهم وزوجاتهم ضرب غرائب الإبل، نحن ندرك ذلك ولا نتعامى عنه، ولكننا نعلم أن هذا مرض من أمراض كثيرة تحيط بالأمة الإسلامية، في رجالها ونسائها وأطفالها، ونحن نحمد عمل كلّ من خاض غمار المجتمعات الإسلامية لتقويم المعوج وإصلاح الفاسد، وتسديد المتجه إلى الحق، ولكن لا نريد علاج الخطأ بخطأ آخر، ولا نريد أن ننتقل من إفراط إلى تفريط، ومن ضلال إلى ضلال، لا نريد أن نبقى هكذا مرة إلى اليمين ومرة إلى الشمال من غير ضابط ولا معيار، نحن نعلم أن في اتباع الإسلام الخير الذي أصلح الحياة من قبل، ورحم الله الإمام مالك حيث يقول: "لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها".