أول مصدر تستفاد منه الأحكام الشرعية هو القرآن الكريم، وهو في اصطلاح العلماء كلام الله تبارك وتعالى، الذي نزل به جبريل على قلب محمد - صلى الله عليه وسلم - بألفاظ عربية، ليكون معجزة دالة على صدقه، وهدى ونورًا يضيء الطريق أمام البشر، وهو المدون في المصاحف، المحفوظ في الصدور، المتعبد بتلاوته، المنقول إلينا نقلًا متواترًا بطريق المشافهة وبطريق الكتابة.
شرح بعض ما يتعلق بالتعريف:
الذي عليه أهل السنة والجماعة أن القرآن كلام الله، وقد استدلوا على دعواهم بقوله تعالى {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [التوبة: 6].
والكلام اسم للفظ والمعنى، وما قذفه الملك في روع الرسول ليس قرآنًا كقوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي يرويه ابن حبان في صحيحه: "إنَّ روح القدس نفث في: روعي أن نفسا لن تموت، حتى تستكمل رزقها وأجلها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب"، وترجمات القرآن ليست قرآنًا، لأن المترجم هو ما فقهه المترجم من القرآن، والقرآن اللفظ والمعنى، ولذلك لا يجوز أن تقرأ الترجمة في الصلاة، كما لا يجوز أن تستنبط منها الأحكام.