الأحيان تضع القوانين الظالمة بسبب جهلها بالحكم العادل الذي يجب أن تقننه، وقد حدثنا الله عن طبيعة الإنسان فقال: {وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب: 72].
فواضعو القوانين البشرية بشر فيهم ظلم وجهالة، وبسبب ذلك يقررون كثيرًا من القواعد القانونية التي تتصف بالظلم.
القوانين الوضعية اليوم تقرّ الربا، وتبيح الزنا واللواط، وتجيز شرب الخمر، وتمنع من قتل القاتل واقتصاص الإنسان ممن اعتدى عليه، ولا تزال هذه القوانين تخص بعض فئات المجتمع بحقوق دون بقية أفراد المجتمع.
وفي كثير من الأحيان يغفو واضع القانون في تقرير العقوبة، فيقرر العقوبة العظيمة للذنب الحقير، وقد يحكم بالعقوبة على غير من ارتكب الجرم، والشريعة الإسلامية ليست من وضع البشر، بل من عند خالق البشر، الذي يتصف بالعدل التام، يقول تبارك وتعالى {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [الكهف: 49].
ويقول: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَال ذَرَّةٍ} [النساء: 40].
ويقول: {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [فصلت: 46].
ويقول: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الأنعام: 115].
قال: قتادة: "صدقا فيما قال: وعدلا فيما حكم (?) "وقال ابن كثير (?): "كل ما أخبر الله به فحق لا مرية فيه، ولا شك، وكل ما أمر به فهو العَدل الذي لا عدل سواه، وكل ما نهى عنه فباطل، فإنه لا ينهي إلا عن مفسدة، كما