الرسل والأنبياء هم الكملة من البشر الذين اختارهم الله واصطفاهم ليكونوا سفراءه إلى خلقه، يتحملون وحيه وتعاليمه وشرائعه، ويبلغون عنه، وهم وحدة واحدة، كلهم يدعو إلى الله، ويعلن العبودية والولاء لجلاله، وهم يمثلون في التاريخ الإنساني المسار الصحيح للبشرية، وهم الشموس والأقمار التي كانت تشرق فتضيء للناس الظلمات، وتخرجهم إلى النور، وهم كثير كثير، فما من أمة إلا خلا فيها نذير، وقد أبلغهم الله وحيه بطرق مختلفة، منهم من كلمه الله، ومنهم من أرسل إليه ملكا، والملك كان يأتي الرسول بطرق مختلفة {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ} [الشورى: 51].
ومن المكلمين نبي الله موسى {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164].
والملك كان يأتي رسولنا - صلى الله عليه وسلم - في صورته التي خلقه الله عليها، وأحيانا يأتيه في مثل صلصلة الجرس، وأحيانًا يتمثل له الملك رجلًا فيكلمه.
والإيمان بالرسل يتضمن أربعة أمور:
الأول: التصديق بأن الله أرسلهم فمن كفر برسالة واحد منهم كفر.