19) يرى العزاوي رحمه الله أن الكاكائية كانت طريقة ثم انقلبت إلى نحلة، وينفي كونها قبيلة أو قبائل، ويؤكد أنها نحلة تجمع عدة قبائل صوفية الاتجاه.

20) يرى العزاوي رحمه الله أن الكاكائية، لكونها كانت هي الفتوة التي تعني تطبيق الفتى للمثل السامية في المجتمع، فقط ارتبطت بعدة طرق كالسهروردية والصفوية في بداية نشأتها.

21) دخل الغلو على الكاكائية عن طريق الباطنية الذين اتخذوا من التصوف ستاراً, فلجأوا إلى الشعر وإلى الأدعية الغالية يبثونها في التصوف.

22) عقائد الكاكائية الآن هي: تعطيل الصفات، الحلو والاتحاد، وحدة الوجود والموجود، القول بالتناسخ، عدم الإيمان بالقرآن الكريم، عدم الإيمان بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم, واليوم الآخر عندهم هو يوم ظهور الله في شخص وحلوله فيه.

23) عبادات الكاكائية: لا تشبه شعائر الكاكائية شعائر المسلمين سواء في صلاتهم, أو زكاتهم, أو حجهم، والأكثر فيها أدعية ومناجاة، وعيدهم هو ليلة الكشفة أو الماشوش.

24) ومن عاداتهم: عدم قص الشوارب، تحريم السرقة والنهب، وتحريم شرب الخمر، والتكتم وعدم كشف السر، وتحريم الحلف بالبقرة الصفراء، ولهم عادات خاصة بهم في الزواج والطلاق.

25) ربط العزاوي رحمه الله بين الكاكائية وعدة طرق أو فرق بناء على ثلاثة أمور:

• إما صداقة المؤسسين أو معاصرتهما كمؤسس الكاكائية ومؤسس البكتاشية. وكذلك المؤسس للصفوية ومؤسس السهروردية (ت 630هـ).

• وإما تشابه المعتقدات: فقط ربط بين النصيرية والكاكائية باعتبار الكل (علي اللهية).

• وإما على أساس المجاورة والتكتم:

فقد ربط بين الشبك والباجوان والماولية على أساس أنهم من الغلاة وممن له علاقة بالقزلباش، ومع تجاورهم وتكتمهم لم يستطع التمييز بينهم.

ثالثاً: فيما يتعلق بدراسته لليزيدية:

26) توصل العزاوي رحمه الله إلى أن اليزيدية: جماعة ينتسبون إلى بني أمية، ويعتقدون الإمامة في يزيد بن معاوية، كما جاء عن ابن قتيبة, وشيخ الإسلام ابن تيمية, والسمعاني. وهم من أتباع عدي بن مسافر الزاهد الصوفي.

27) أن هذه الجماعة غلت في يزيد ودخل الغلو في عقائدهم بعد موت المؤسس.

28) أن اليزيدية قد خرجوا الآن عن عقائد المسلمين بما أصابهم من غلو وجهل وانتشار الأمية فيهم، ويظهر ذلك من خلال عقائدهم, وشرائعهم, ومقدساتهم التي ذكرها العزاوي رحمه الله.

رابعاً: تقييم دراسة العزاوي رحمه الله لتاريخ العقيدة:

29) نجد أن العزاوي رحمه الله قدم معلومات تاريخية قيمة، فلا يذكر مصدر أولي في موضوعه (كالصلة بين التشيع والتصوف) للدكتور كامل الشيبي، ولا يوجد مترجم للمؤرخين، كالدكتور شاكر مصطفى في كتابه (التاريخ العربي والمؤرخون) إلا ويشيد باسم العزاوي رحمه الله بعد ذكره لابن حجر وغيرهم من علماء المسلمين المتقدمين، وذلك لفرادة مصادر العزاوي رحمه الله، ولإتقانه اللغتين الفارسية والتركية. ويكفي أن نذكر أن دراسته كانت عام (1373هـ).

خامساً: لتقييم دراسة العزاوي رحمه الله عن فرقتي (الكاكائية واليزيدية):

30) فتعد دراسته من أوائل الدراسات التي تعتبر مصدراً لما بعدها، فلا يدرس أحد عن الأكراد دون أن يكون العزاوي رحمه الله مرجعاً له، ويكفي أن نذكر أن تاريخ طباعة كتابيه كان في (عامي 1935م، 1949م). ويكفي تقييماً لدراسته أنه أراد الرد على المستشرقين في ما وصلوا إليه من نتائج، وإثبات أن الحقائق لابد من معرفتها من التاريخ إذا صدق اختياره.

التوصيات:

وإذا كان لي من توصيات ظهرت أثناء البحث، فإنني أسجل منها ما يلي:

1 - من خلال مراجعة المصنفات التي أوردها العزاوي رحمه الله يمكن التوصية بتحقيق الكثير منها مما لا يزال مخطوطاً.

2 - ويمكن التوصية بإعداد رسائل علمية في كل من الموضوعات التالية:

• دراسة موضوعية عن الفرق في شمال العراق.

• علاقة التصوف الغالي بالآداب التركية والفارسية.

• مدائح آل البيت في الأدب الفارسي، وأثرها في ظهور الغلو.

• منطقة واسط وأهم الفرق والحركات فيها: دراسة حول الأسباب والآثار والنتائج.

• فرقة الحروفية: جذورها، عقائدها وأفكارها، آثارها.

• الحالة العلمية والدينية في العراق بعد سقوط بغداد إلى نشأة العراق الحديث.

• دراسة تاريخ العقيدة في كل منطقة من مناطق العالم الإسلامي، ثم دراسة تاريخ العقيدة بشكل عام.

3 - كما يمكن التوصية بإدراج دراسة اللغة الفارسية والتركية ضمن المتطلبات الاختيارية في قسم العقيدة والدعوة، وبخاصة لمن أراد التخصص في الفرق أو التصوف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015