ثمَّ إِن النَّصَارَى دمرهم الله لما رَأَوْا أَن أهل تِلْكَ الْقرى قد فروا بِأَنْفسِهِم إِلَى أَرض الْمُسلمين وأخلوا قراهم أظهرُوا لَهُم الْأمان وَقَالُوا لَهُم من رَجَعَ إِلَى قريته فَهُوَ آمن
فَرجع كثير مِنْهُم إِلَى قراهم وركنوا إِلَى قَول النَّصَارَى ودخلوا فِي ذمتهم وَلم يزَالُوا يرجعُونَ إِلَى مواضعهم حَتَّى لم يبْق مِنْهُم فِي أَرض الْمُسلمين إِلَّا الْقَلِيل
وَفِي الثَّانِي عشر من جُمَادَى الْآخِرَة عَام سِتَّة وَتِسْعين وثمان مئة خرج من قشتالة بمحلته إِلَى فحص غرناطة وَكَانَ ذَلِك بموافقة الْعشْر الآخر من شهر إبريل العجمي وَالزَّرْع أَخْضَر
فأفسد زَرعهَا ودوخ أرْضهَا وَهدم قراها ثمَّ سَار إِلَى قرى الاقليم فأفسد زَرعهَا وَهدم قراها وَقتل أُنَاسًا وَأسر آخَرين وَعَاد إِلَى فحص غرناطة