أحد من النَّصَارَى وَكَانَت هزيمَة شنيعة قتل فِيهَا خلق كثير يُقَاتل مَعَ المقاتلين حَتَّى أسر مَعَ من أسر من الْمُسلمين وَلم يعرفهُ وَأسر آخَرُونَ وَاسْتولى النَّصَارَى فِيهَا على كثير من الْخَيل وَالسِّلَاح وَالدَّوَاب وَالْمَتَاع
وأشنع مَا كَانَ فِيهَا أسر الْأَمِير أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ لِأَنَّهُ كَانَ سَببا فِي هَلَاك الوطن
فَجمع النَّصَارَى كل مَا أَخَذُوهُ من الْمُسلمين من أُسَارَى وأمتعة وَحَمَلُوهُ إِلَى حصن اللسانة وَلم يعرفوا الْأَمِير حَتَّى عرفُوا بِهِ فأخرجوه من بَين الْأُسَارَى وعظموه وأكرموه وَحَمَلُوهُ إِلَى صَاحب قشتالة فَعَظمهُ وأكرمه وَعلم أَن بِهِ يصل إِلَى مَا يؤمله من أَخذ بِلَاد الأندلس
ثمَّ عَاد ملك غرناطة إِلَى الْأَمِير أبي الْحسن عَليّ بن سعد إِلَّا أَن الْفِتْنَة لم تَنْقَطِع وَلم تخمد نارها وَكَانَ الْأَمِير أَبُو الْحسن قد أَصَابَهُ مرض شبه الصرع وَأُصِيب فِي بَصَره وأصابه خدر فِي جسده
وعاقبه الله تَعَالَى بأنواع من الْبلَاء وعزل عَن الْملك وَحمل إِلَى