ثمَّ إِن الْأَمِير أَبَا الْحسن أمدهم بقائد من غرناطة يَقُود جَيْشًا من الفرسان فِي تِلْكَ اللَّيْلَة فاشتدت عِنْد ذَلِك عصبَة الْمُسلمين وقويت قُلُوبهم
فَلَمَّا أصبح الصَّباح وَرَأى النَّصَارَى الزِّيَادَة فِي جَيش الْمُسلمين مَعَ مَا نالهم من أول اللَّيْل من الْهَزِيمَة وَالْقَتْل وَأخذ الْعدة داخلهم الرعب وَاشْتَدَّ خوفهم فَأخذُوا فِي الإرتحال عَنْهُم فَخرج إِلَيْهِم الْمُسلمُونَ فقاتلوهم قتالا شَدِيدا فَانْهَزَمَ النصاري وَتركُوا كثيرا من أخبيتهم وأمتعتهم وأطعمتهم وَآلَة حربهم وَتركُوا من الدَّقِيق شَيْئا كثيرا فاحتوى الْمُسلمُونَ على جَمِيع ذَلِك كُله وَانْصَرف الْعَدو مهزوما مفلولا إِلَى بَلَده ففرح الْمُسلمُونَ بذلك فَرحا عَظِيما وَكَانَ ذَلِك فِي السَّابِع وَالْعِشْرين من جُمَادَى الأولى من عَام سَبْعَة وَثَمَانِينَ وثمان مئة
وَفِي هَذَا الْيَوْم بلغ الْخَبَر لمن كَانَ فِي لوشة أَن ابْني الْأَمِير أبي الْحسن مُحَمَّد ويوسف هربا من القصبة خوفًا من أَبِيهِمَا وَذَلِكَ