فتركوا هذا الحد ونقلوا (?) إلى حد آخر، وهو قولهم (?): الحسن والعدل والحكمة ما لفاعله فعله، والقبيح (?) والظلم والسفه ما ليس لفاعله فعله. فيقال لهم:

- بم عرفتم أن لفاعله فعل هذا النوع دون النوع الآخر (?): أبالعقل عرفتم ذلك أم (?) بالشرع؟ إن قلتم: بالعقل، فقد تركتم مذهبكم في أن العقل لا يعرف به (?) الحسن والقبح والعدل (?) والظلم. وإن قلتم: بالشرع فقد عدتم إلى الحد الأول وقد أبطلناه (?).

- ثم هو باطل بفعل البالغ العاقل الذي لم يبلغه الشرع - فما قولكم: هل له أن يؤمن أم لا؟ فإن قلتم: لا، فهو قبيح شنيع. وإن قلتم: له أن يؤمن، فقد فعل ما له فعله، وفعله لا يوصف بالحسن عندكم، فيبطل هذا الحد في جانب الحسن.

- ثم نقول لهم (?): هل له أن يكفر؟ فإن قلتم: نعم، فهذا كفر. وإن قلتم: ليس (?) له أن يفعله، فقد وجد حد فعل (?) القبيح، وفعله لا يوصف (?) بالقبح عندكم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015