- وأما في الخبر عند عموم الصلة نحو قوله تعالى (?): {وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ} (?) - فالصلة أعني "يغوصون" صيغة الجمع، وإنها تتناول الثلاثة فصاعدًا لا ما دونها - ألا ترىَ أن الرجل إذا قال: "إن زارني رجال أعطهم درهمًا" [فـ] ما لم توجد الزيارة من الجماعة لا يستحقون العطية - بخلاف الشرط والجزاء والاستفهام.

أما في الشرط والجزاء: [فـ] إنما تعم عموم الانفراد ويتعلق الحكم بكل واحد من آحاد الجنس, لأن بالناس حاجة إلى تعليق الحكم بكل واحد من آحاد الجنس. ولو قال (?): "إن فعل فلان فله (?) كذا وإن فعل فلان فله كذا" يخرج عن حد الإحصاء والحصر، ووقعوا في الحرج. فأقام (?) أهل اللغة كلمة "من" مقام تكرار حرف "إن" فيتناول كل واحد منهم بانفراده.

- وكذا في الاستفهام: إذا كان في الدار رجل، فأراد (?) آخر أن يعلم الذي هو (?) في الدار:

فإذا (?) قال: أزيد في الدار أو عمرو أو محمد أو أحمد؟ يطول الأمر، فأقاموا كلمة "من" مقام تكرار حرف الاستفهام. ولو نص على تكرار حرف الاستفهام (?) فإنه يعم عموم الانفراد - فكذا (?) هذا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015