وفيما يلى عرض لجملة من آراء المستشرقين في السُنَّةِ النبوية:
لم يفرد المستشرقون القدامى السُنَّةَ بدراسات مستقلة بل ركزوا على العقيدة والقرآن والسيرة والتاريخ.
في نهاية القرن السابع عشر كتب هربلو عز وجلe Herbelot وهو فرنسي (1635 - 1695 م) صاحب " المكتبة الشرقية " وهي دائرة معارف عن الشرق نُشرت 1738 م - بحثًا في «حديث، قصة، خبر مسموع مقول، أحاديث الرسول، حديث عن أشياء قالها الرسول الزائف وقد نقل من فم إلى فم ومن شخص إلى آخر».
وخلاصة رأيه أَنَّ جملة الأحاديث التى في " الكتب الستة " و " الموطأ " و" الدارمي " و" الدارقطني " و" البيهقي " و" السيوطى " مأخوذة إلى حد كبير من " التلمود ".
ويلاحظ أنه يُفَرِّقُ بين السُنَّةِ التى التزم المسلمون بتطبيق أحكامها وبين الحديث الذي هو مُجَرَّدُ خبر تاريخى غير موثوق !! (?).
كذلك يلاحظ في دراسة هربلو التكذيب للرسول - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَاتِّهَامِهِ بِالزَّيْفِ والألقاب الأخرى الشائنة. والزعم بأن المُحَمَّدِيَّةَ (?) مستقاة من " التلمود "، واليهود الذين دخلوا في الإسلام، مِمَّا سيتطور فيما بعد إلى الاستقاء من عدة ديانات وحضارات كانت على صلة بجزيرة العرب.
وكذلك اتهام المسلمين بعدم التمييز في دراسة أصول شريعتهم، مِمَّا تبناه كجولدتسيهر وشاخت وهما أبرز من تناول موضوع السُنَّةِ من المستشرقين.
وقد جعل الزُّهْرِي أول من جمع الحديث، مِمَّا يُوَلِّدُ فجوة تاريخية بين مرحلة النطق بالأحاديث وتدوينها مِمَّا يُشَكِّكُ في إمكانية الثقة بها.
وفي القرن الثامن عشر قَسَّمَ المستشرقون حقول الدراسات الشرقية بصورة موضوعية، وفي نهاية القرن برز Caetani الأمير كايتاني (1869 - 1926 م) وميور Muir ( ت 1905 م) وشبرنجر Sprenger ( ت 1893 م). وكانوا