فاتقوا الله عباد الله، وكونوا دائمًا على بصيرة في الاعتقاد في الله جل جلاله وتقدست أسماؤه، وفي المسيح رسول الله، واحذوا وحذِروا من دعاة التنصير الذين هذه بضاعتهم، ومع ذلك لم يستحيوا من الدعوة إليها ونشرها والإنفاق في سبيلها حين ظنوا أن الجو قد خلا لهم، وسموا أنفسهم «المبشرون» وهم المضللون، وأكثروا من الدعاية إلى التقريب بين الإسلام والنصرانية، وانخدع بهم كثير من ضعاف الإيمان فظنوا أن اليهودية والنصرانية في هذه الأزمان من الأديان السماوية، واعتبروهم مؤمنين وإخوان، وهم أعداء الله وأولياء الشيطان جمعوا بين الكفر بالله، وتكذيب رسل الله، وعبادة غير الله.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ * اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: 30- 33] بارك الله.