الحمد وهو على كل شيء قدير. ومن أراد المزيد قرأ آية الكرسي والمعوذتين. فإذا كان قبل غروب الشمس توفر على أذكار المساء الواردة في السنة نظير أذكار الصباح الواردة في أول النهار، لا يخل بذلك أبدًا. فإذا أخذوا مضاجعهم أخذوا بأذكار النوم الواردة في السنة من قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين ثلاثًا ثم يمسحون بها رءوسهم ووجوههم وأجسادهم ثلاثًا، ويقرءون آية الكرسي وخواتيم سورة البقرة، ويسبحون ويحمدون ثلاثًا وثلاثين، ويكبرون أربعًا وثلاثين، ثم يقول أحدهم: اللهم إني أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت. فلا يزالون يذكرون الله على فراشهم حتى يأخذهم النوم. وهم مع هذا قائمون بحقوق العباد: من عيادة المرضى، وتشييع الجنائز، وإجابة الدعوة، والمعاونة لهم بالجاه والبدن والنفس والمال، وزيارتهم، وتفقدهم، وقائمون بحقوق أهلهم وعيالهم. فإذا وقع من أحدهم تفريط في حق من حقوق الله بادر إلى الاعتذار والتوبة والاستغفار ومحوه ومداواته بعمل صالح يزيل أثره. هؤلاء هم الأبرار.

وأما «السابقون المقربون» فهم قوم امتلأت قلوبهم من معرفة الله، وغُمرَت بمحبته وخشيته وإجلاله ومراقبته ... فإذا استيقظ أحدكم فأول ما يبدأ به: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور، ثم يقول بعدها: لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله. ثم يدعو ويتضرع. ثم يقوم إلى الوضوء بقلب حاضر مستصحب لما فيه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015