وأخرج البزار عن عائشة رضي الله عنها مرفوعًا: «إذا أراد الله بعبد خيرًا بعث إليه ملكًا من عامة الذين يموت فيه فيسدده وييسره، فإذا كان عند موته أتاه ملك الموت فقعد عند رأسه فقال: أيتها النفس المطمئنة، أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان، فذلك حين يحب لقاء الله ويحب الله لقاءه. وإذا أراد بعبده شرًا بعث إليه شيطانًا من عامة الذين يموت فيه، فأغواه، فإذا كان عند موته أتاه ملك الموت فقعد عند رأسه فقال: أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلى سخط من الله وغضب، فتتفرق في جسده فذلك حين يبغض لقاء الله ويبغض الله لقاءه» وفي المسند عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: «من تاب قبل موته عامًا تيب عليه، ومن تاب قبل موته شهرًا تيب عليه، حتى قال يومًا، حتى قال ساعة، حتى قال فواقًا. قال له إنسان: أرأيت إن كان مشركًا فأسلم؟ فقال: إني أحدثكم ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» .
وفي المسند عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الشطيان قال: وعزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم. فقال الرب - عز وجل -: وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني» . وفي الحديث الصحيح: «أن الله - عز وجل - يقبل توبة العبد ما لم يغرغر» . وقد دل القرآن على مثل هذا قال تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ
بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النِّساء: 17] وعمل السوء إذا أفرد يدخل فيه جميع السيئات صغيرها وكبيرها. والمراد بالجهالة الأقدام على السوء وإن علم صاحبه أنه سوء؛ فإن كل من عصى الله