من فراشه، فقد أوسع الله على المسلمين، فيكون ذلك أقوى على أمرهم. فبعثوا إليه حفصة، فذكرت ذلك له، فقال: أخبريني بألين فراش فرشتيه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قط؟ قالت: عباءة كنا نثنيها له باثنين، فلما غلظت عليه جعلتها بأربعة. قال: فأخبريني بأجود ثوب لبسه؟ قالت نمرة صبغناها له، فرآها إنسان فقال: اكسنيها يا رسول الله، فأعطاها إياه. قال عمر: ائتوني بمقناع من تمر (?) فأمرهم فنزعوا نواه ثم أكله كله. ثم قال: تروني لا أشتهي الطعام، إني لآكل السمن وعندي اللحم، وآكل الزيت وعندي السمن، وآكل الملح وعندي الزيت، وآكل البحت وعندي ملح، ولكن صاحبي سلكا طريقًا فأخاف أن أخالفهما فيخالف بي.
وعن إسماعيل بن قيس قال: لما قدم عمر الشام استقبله الناس وهو على بعيره، فقالوا: يا أمير المؤمنين لو ركبت برذونًا يلقاك عظماء الناس ووجوههم. فقال: لا أراكم ههنا. إنما الأمر من ههنا وأشار بيده إلى السماء، خلوا جملي. وكان رضي الله عنه ربما توقد له النار ثم يدني يده منها ثم يقول: ابن الخطاب: هل لك على هذا صبر؟
وقال رضي الله عنه: ليتني كنت كبش أهلي سمنوني ما بدا لهم، حتى إذا كنت أسمن ما أكون زارهم بعض من يحبون، فجعلوا بعضي شواء وبعضي قديدًا، ثم أكلوني فأخرجوني عذرة ولم أكُ بشرًا.