مندوب وترك مكروه؛ فمن عرف سيرتهما- رضي الله عنهما- استقل ما عمل من خيرات، ومن كان من الخطائين كان إلى التوبة والإنابة والاستغفار والرجوع إلى الله من المسارعين بتوفيق الله، واتقوا الله لعلكم تفلحون.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التّوبَة: 100] .
الخطبة الثانية
الحمد لله حمدًا كثيرًا كما أمر. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأبرأ إليه ممن أشرك به وكفر. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله نصر بالرعب من مسيرة شهر حتى أنه ليخافه ملك الروم (بني الأصفر) اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه السادة الغرر.
أما بعد: فيا عباد الله: إن الخليفتين الراشدين رضي الله عنهما ورضي عن جميع الصحابة مع تلك الفتوحات العظيمة والفضائل الكثيرة كانا أزهد الناس في الدنيا، مقتديين بمثلهما الأعلى
محمد - صلى الله عليه وسلم -، خائفين من ربهم، راجيين أرفع ثواب لديه بعد النبيين- عن محمد بن قيس قال: دخل ناس على حفصة بنت عمر رضي الله عنهما، فقالوا: إن أمير المؤمنين قد بدا علباء رقبته من الهزال، فلو كلمتيه أن يأكل طعامًا هو ألين من طعامه، ويلبس ثيابًا ألين من ثيابه، فقد رأينا إزاره مرقعًا برقع غير لون ثوبه. ويتخذ فراشًا ألين