أعوذ بالله من الشطيان الرجيم {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح: 29] .

الخطبة الثانية

الحمد لله معز من أطاعه واتقاه، ومذل من أضاع أمره وعصاه والحمد لله الذي أيد الإسلام بأبي بكر في حياة رسوله، وحفظه به بعد وفاته، فرضي الله عنه وأرضاه.

وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وفى بوعده؛ فاستخلف أبا بكر في الأرض ومكن له دينه ولصحبه، ودعا رضي الله عنه الأعراب إلى قتال فارس والروم والمرتدين من بني حنيفة فاستجابوا لأمره. وهو الذي وصفه الله بأنه {الْأَتْقَى} فهذا ترشيح له من ربه للخلافة العظمى.

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله اصطفاه الله واجتباه. اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه.

أما بعد: فيا عباد الله: لنستمع إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يصف لنا ليلة ويومًا من أيام أبي بكر ولياليه- روى الطلمنكي من حديث ميمون بن مهران، قال: كان أبو موسى الأشعري إذا خطب بالبصرة يوم الجمعة وكان واليها صلى على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015