استباحوا الزنا، وشربوا الخمور، وضربوا بالمعازف، غار الله - عز وجل - في سمائه فقال للأرض: تزلزلي بهم، فإن تابوا ونزعوا وإلا أهدمها عليهم. وروى ابن ماجه، من حديث عبد الله بن عمر، قال: كنت عاشر عشرة من المهاجرين عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأقبل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوجهه فقال: «يا معشر المهاجرين: خمس خصال أعوذ بالله أن تدركوهن: ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى أعلنوا بها إلا ابتلوا بالطواعين والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا- والفاحشة الزنا واللواط- ولا نقص قوم المكيال إلا ابتلوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان، وما منع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولا خفر قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدوًا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تعمل أئمتهم بما أنزل الله في كتابه إلا جعل الله بأسهم بينهم» وفي معجم الطبراني عن ابن عباس: «ولا ظهر في قوم القتل يقتل بعضهم بعضًا إلا سلط الله عليهم عدوهم، وما ترك قوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا لم ترفع أعمالهم ولم يسمع دعاؤهم» الحديث.
وللمعاصي من الآثار القيبحة المذمومة المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله. وقد ذكر بعض العلماء (?) من عقوباتها ستًا وأربعين عقوبة- منها أنها تضعف في القلب تعظيم الرب جل جلاله، وتخرج العبد من دائرة الإيمان إلى دائرة اٍلإسلام، وتسبب الرعب والخوف في قلب العاصي، وتؤثر نقصان العقل