شيء، في كبريائه السموات وما أظلت، والأرض وما أقلت، والعوالم كلها، عنت له الوجوه، وخضعت له الرقاب، وذلت له الجبابرة، قاهر فوق عباده، ناظر إليهم، عالم بما تكن صدورهم، يسمع كلامهم، ويرى مكانهم، لا يخفى عليه خافية من أمرهم (?) .
ثم أخذ في تسبيحه وحمده وذكره تبارك اسمه وتعالى جده وتفرده بالإلهية (?) .
ثم أخذ في الثناء عليه بأفضل ما يثنى عليه به: من حمده، وذكر ربوبيته للعالم، وإحسانه إليهم، ورحمته بهم، وتمجيده بالملك الأعظم في اليوم الذي لا يكون فيه مَلِكٌ سواه حين يجمع الأولين والآخرين في صعيد واحد ويَدِينُهم بأعمالهم. ثم أفرده بنوعي التوحيد: توحيد ربوبيته استعانة به، وتوحيد إلهيته عبودية له. ثم سؤال أفضل مسئول وأعلى مطلوب على الإطلاق- وهو هداية الصراط المستقيم الذي نصبه لأنبيائه ورسله وأتباعهم، وجعله صراطًا موصلاً لمن سلكه إليه وإلى جنته، وأنه صراط من اختصهم بنعمته بأن عرفهم الحق وجعلهم متبعين له، دون صراط أمة الغضب الذين عرفوا الحق ولم يتبعوه، وأهل الضلال الذين ضلوا عن معرفته واتباعه (?) .