ضمير يختص بالقريب، وهذا قول المفسرين - فتكون المساجد قد اختصت - بكثرة ذكر الله تعالى، وهو يقتضي أن غيرها لم يساوها في كثرة الذكر فتكون أفضل وهو المطلوب. (?)

الوجه الخامس: بيان الحكمة في هذا الترتيب، وتأخير المساجد على من ذكر.

1 - لأن الترتيب الوجودي كذلك، فهي - البيع والكنائس - أقدم بناء وهذا ليس للتشريف (?).

2 - لتقع المساجد في جوار مدح أهلها، فلما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خير الرسل، وأمته خير الأمم لا جرم كانوا آخرهم ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم -: "نحن الآخرون السابقون" (?).

3 - وقيل: لقربها من الهدم، وقرب المساجد من الذكر كما أخر السابق في قوله: {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} (فاطر: 32). (?)

4 - للانتقال من شريف إلى أشرف؛ فإن البيع أشرف من الصوامع لكثرة العباد فيها فإنها معبد للرهبان وغيرهم، والصوامع معبد للرهبان فقط، وكنائس اليهود أشرف من البيع؛ لأن حدوثها أقدم، وزمان العبادة فيها أطول، والمساجد أشرف من الجميع؛ لأن الله تعالى قد عبد فيها بما لم يعبد به في غيرها (?).

5 - وتأخير المساجد؛ لأنها أعم، وشأن العموم أن يعقب به الخصوص إكمالًا للفائدة (?).

الوجه السادس: ليس في ذلك مدح للرهبانية ولا لمن بدل دين المسيح، وإنما فيه مدح لمن اتبعه.

فهو حق كما قال تعالى، وليس في ذلك مدح للرهبانية، ولا لمن بدل دين المسيح وإنما فيه مدح لمن اتبعه بما جعل الله في قلوبهم من الرحمة والرأفة حيث يقول: {وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً}، ثم قال: {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ} أي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015