2 - ويحتمل أن عائشة - رضي الله عنها - كانت ناحية البيت ومتحجبة الحجاب الشرعي، والنبي - صلى الله عليه وسلم - مضطجع وعليه مرط، عليه لحاف هو في الأصل تتلحف به عائشة، ولكنه وضعه عليه وهو مضطجع، دخل أبو بكر ودخل عمر والنبي - صلى الله عليه وسلم - على هذا الحال وعائشة على حجابها، ثم لما دخل عثمان -وهو شديد الحياء- خشي أن عثمان يشعر أنه قد أحرج النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فيمتنع من قول حاجته، فأمر النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عائشة أن لا تكتفي بالحجاب، ولكن تجمع عليها ثيابها أكثر؛ حتى يبدو أهل البيت في حال استقبال الناس، وأما هو فجلس له وتهيأ له، حتى لا يمنعه الحياء من سؤال حاجته.
ولا يعترض على هذا بقولها في الرواية معي في مرطي؛ لأن المعية لا تستلزم المماسة، ومن قول القائل: القمر يسير معي ولا يعترض عليه؛ لأنه لا يفهم من المعية المماسة، وقول القائد: لجيشه الذي أرسله أنا معكم، وغير ذلك.
الوجه الثاني: هل صح أن عثمان سب عمارًا بهذا السب الذي يدل على عدم الحياء؟
والجواب: أنه لم يصح والرواية في ذلك ما الضعيف جدًّا والموضوع، وها هي:
عن أبي مخنف قال: كان في بيت المال بالمدينة سفط فيه حلي وجوهر، فأخذ منه عثمان ما حلَّى به بعض أهله، فأظهر الناس الطعن عليه في ذلك وكلموه فيه بكلام شديد حتى أغضبوه، فخطب فقال: لنأخذن حاجتنا من هذا الفيء وإن رغمت أنوف أقوام، فقال له علي: إذًا تمُنع من ذلك ويحال بينك وبينه، وقال عمار بن ياسر: أشهد الله أن أنفي أول راغم من ذلك، فقال عثمان: أعلي يا ابن المتكاء تجترئ؟ خذوه، فأُخِذ، ودخل عثمان فدعا به فضربه حتى غُشي عليه. (?)
وهذا كذب لأنه من رواية أبي مخنف لوط بن يحيى وهو كذاب شيعي رافضي محترق،