1 - ما هو المرط؟ المرط بكسر الميم وسكون الراء كساء من صوف أو خز يُؤْتَزَرُ به، وقيل: الجلباب، وقيل الملحفة. (?) وعلى هذا فالمرط يمكن أن يكون كبيرًا بحيث يكون بعضه على الرجل وبعضه على المرأة، ويدل له هذا الحديث الذي أخرجه مسلم عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي من الليل وأنا إلى جنبه وأنا حائصْ وعليّ مرط وعليه بعضه إلى جنبه. (?)

وعن صفية بنت شيبة قالت: قالت عائشة: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - غداة وعليه مرط مرحّل من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله ثم قال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}. (?)

وبناء عليه يمكن للرجل أن يكلم غيره وبجانبه من تستتر تحت المرط ولا يُرى لها عين ولا أثر؛ لأنه ثياب كبير -كاللحاف والبطانية-، فلما استأذن عليه عثمان قال لعائشة: اجمعي عليك ثيابك يعني المرط، لأن عثمان لو دخل والنبي - صلى الله عليه وسلم - تحت المرط لاستحيا أن يبلغ في حاجته.

فقوله لعائشة: اجمعي عليك ثيابك، يعني المرط انفردي به دوني حتى أكلم عثمان وهذا المعنى يزيل التساؤل الوارد بالكلية؛ لأن عائشة كانت بجانب النبي - صلى الله عليه وسلم - مستترة تحت المرط والنبي - صلى الله عليه وسلم - بادٍ يكلم عثمان، فقوله: (اجمعي عليك ثيابك) أي: ضميها وزيدي في الاستتار بها. (?)

وهذا لا يعني أنها كانت مكشوفة قبل ذلك، وإنما يعني: مبالغة في التستر وزيادة فيه مقابلةً بزيادة حياء عثمان، وإلا فإن عمر - رضي الله عنه - يستحي أيضًا؛ ولو كان الوضع كما تصور البعض لما دخل ولما تكلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015