عائشة على جمل صفية وحولوا متاع صفية على جمل عائشة حتى يمضي الركب"، قالت: عائشة فلما رأيت ذلك قلت: يا لعباد الله، غلبتنا هذه اليهودية على رسول الله، قالت: فقال رسول الله: "يا أم عبد الله، إن متاعك كان فيه خف، وكان متاع صفية فيه ثقل فأبطأ بالركب، فحولنا متاعها على بعيرك وحولنا متاعك على بعيرها"، قالت: فقلت: ألست تزعم أنك رسول الله؟ قالت: فتبسم، قال: "أو فيّ شك أنت يا أم عبد الله؟ " قالت: قلت: ألست تزعم أنك رسول الله؟ أفهلا عدلت؟ وسمعني أبو بكر وكان فيه غرب أي: حدة، فأقبل علي فلطم وجهي، فقال رسول الله: "مهلًا يا أبا بكر"، فقال: يا رسول الله، أما سمعت ما قالت؟ : فقال رسول الله: "إن الغيري لا تبصر أسفل الوادي من أعلاه". (?)

والرد على ذلك من وجوه: الوجه الأول: أن الحديث ضعيف، وفي متنه نكارة.

الوجه الثاني: أن هذا متن منكر من جهة قول عائشة: ألست تزعم أنك رسول الله؟ !

الوجه الثالث: أنه على فرض صحته محمول على الغيرة الشديدة كما جاء في نص الحديث.

الوجه الرابع: الحديث فيه فضيلة لصفية ترويها عائشة -رضي الله عنها- فما السوء في ذلك؟ !

الرواية السابعة: عن ابن أبي عون قال: قالت عائشة: كنت أستب أنا وصفية فسببت أباها فسبت أبي، وسمعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يا صفية، تسبين أبا بكر، يا صفية، تسبين أبا بكر". (?)

قلت: والجواب عليه أنه من رواية محمد بن عمر الواقدي؛ وهو متروك.

الرواية الثامنة: عن عائشة قالت: قلت للنبي -صلى الله عليه وسلم-: حسبك من صفية كذا وكذا -قال غير مسدد تعني: قصيرة- فقال: "لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته"، قالت: وحكيت له إنسانًا قال: ما أحب أني حكيت إنسانًا وأن لي كذا وكذا. (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015