وكذبوا على الناس في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام علماء الحديث فبينوا كذبهم وافتراءهم.
عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَال: لَمْ يَكُونُوا يَسْأَلُونَ عَنِ الْإِسْنَادِ، فَلَمَّا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ، قَالوا: سَمُّوا لَنَا رِجَالكُمْ، فَيُنْظَرُ إِلَى أَهْلِ السُّنَّةِ فَيُؤْخَذُ حَدِيثُهُمْ، ويُنْظَرُ إِلَى أَهْلِ الْبِدَعِ فَلَا يُؤْخَذُ حَدِيثُهُمْ (?).
وقِيلَ لِابْنِ المُبَارَكِ: هَذ الْأَحَادِيثُ المصْنُوعَةُ؟ قَال: "يَعِيشُ لَهَا الجْهَابِذَةُ" (?).
منشأ الشبهات:
لقد حاول أعداء الإسلام إلصاق التهم به، وإشاعة التناقض فيه، وإظهار محاسن في صورة تشمئز منها النفوس، ولو تتبعنا ما يقولونه فإنه لا يخرج عن عدة نقاط.
(?) أنهم اعتمدوا على أقوال الحاقدين على الإسلام من المستشرقين والمنافقين والكُتَّاب العرب المعاندين للدين.
(?) الرويات الضعيفة والمكذوبة؛ فقد أتوا بها ليعارضوا بها الصحيح ولم يبينوا أن الضعيف لا حجة فيه.
(3) وبعضهم نقل أقوالًا مبتورة ليتغير المعنى على حسب ما يريد ثم ذاع الكلام المبتور على أنه تمام لا بتر فيه.
(4) وبعضهم أتى بأقوال شاذة أو مرجوحة ذكرها العلماء في مصنفاتهم وردوا عليها، فأتى هؤلاء وعرضوا على الناس هذه الأقوال على أنها معتمدة عند قائلها ليروجوا تلبيساتهم على عوام المسلمين.
(5) سوء الفهم لنصوص الكتاب والسنة، فهو لا يرجع إلى شروح العلماء الراسخين؛ وإنما يفسر النص على قدر فهمه وغالبهم جهلة بلسان العرب فأنَّى لمثل هؤلاء أن يفهموا أفصح الكلام الذي هو كلام الله عز وجل.
(6) الاستعانة بشبهات وأقوال الفرق الضالة والتي خالفت منهج أهل السنة والجماعة كشبهات الرافضة، والخوارج، والجهمية، وغلاة الصوفية وغيرهم.