4 - الحالة الأصلية: ""نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتنَا كَشَبَهِنَا" (تكوين 1: 26). تقول الكنيسة التقليدية إن المقصود بكلمة "صورتنا" غير المقصود بكلمة "شبهنا" فكلمة "صورتنا" تعني أن الإنسان عاقل حرّ الاختيار، وإن كلمة "شبهنا" تعني أنه يشبه الله بما ناله من موهبة القداسة الأصلية، فقد وشّحه الله بالبر والقداسة بعد أن خلقه على صورته. أما الكنيسة الإنجيلية فتقول إن المقصود بكلمتي "صورتنا وشبهنا" هو واحد، لأن صورة الله التي خُلق عليها الإنسان أصلًا تشمل البر والقداسة.
(5) الخطية الأصلية: يعلّم التقليديون أن الخطية الأصلية عيبٌ سلبيٌ، أو ضياع موهبة القداسة الأصلية المشار إليها بكلمة "كشبهنا" (تك 1: 26) (أي ضياع مشابهة الله لا صورته). وهم يقولون إنه يزول تمامًا بالعمودية. ويعلّم الإنجيليون أن الخطية الأصلية هي فساد إيجابي كلي يعمّ تشويه صورة الله الأصلية ومشابهته اللتين خلق عليهما الإنسان، وأن الإنسان يميل دائمًا إلى الخطية بعد العمودية.
(6) التبرير: يقول التقليديون إنه يتم بالإيمان والأعمال الصالحة معًا، ويقول الإنجيليون إنه بالإيمان فقط. ومما يختلفان فيه في شأن التبرير: (أ) معنى التبرير وفعله. يقول التقليديون إن التبرير يجعل الخاطئ بارًا في الذات بالتدريج (وعلى ذلك هو مرادف للتقديس عند الإنجيليين). ويقول الإنجيليون إنه هو قضاء الله وتصريحه بأن الخاطئ صار بارًا شرعًا، فصفح عن الخاطئ التائب بناء على استحقاق المسيح، وعلى شرط الإيمان به، وأن التقديس يتبعه، وهو عمل متميّز عنه.
(ب) معنى الإيمان. يقول التقليديون إنه تسليم عقلي وخضوع للسلطان الكنسي النائب عن الإلهي. ويقول الإنجيليون إنه قبول تعاليم الله بالثقة وإنه الاتكال الشخصي على المسيح والشركة الحيَّة معه.
(ج) المقام المعيَّن للأعمال الصالحة. يقول التقليديون إنها شروط التبرير. ويقول الإنجيليون إنها برهان التبرير ونتيجته، فهي ثمار التبرير لا سببه.