الآب وحده. والكنيسة الغربية (حفظًا لشأن الابن في الثالوث) اعتقدت بالانبثاق من الآب والابن معًا. غير أنه لا فرق بينهما في أن الروح القدس مرسَلٌ من الآب والابن معًا لإتمام مقاصد إلهية في عمل الفداء (يو 14: 26 و 15: 26 و 16: 7). ولا فرق أيضًا من جهة عمله الخاص في تجديد القلب وتقديسه.
(2) التعاليم التي نشأت بعد نشر القوانين الثلاثة الأولى المسكونية: الرسولي والنيقوي والأثناسي؛ فإن الكنيسة الشرقية تتفق فيها مع الغربية ضد الإنجيليين.
ثالثا: ما هي التعاليم التي تختلف فيها الكنيستان التقليدية والإنجيلية؟
ما تختلفان فيه فهو:
(1) دستور الإيمان: تعتبر الكنيسة التقليدية أن الكتاب المقدس والتقليد هما معًا دستور الإيمان. بينما يقول الإنجيليون أن الكتاب المقدس هو القانون الوحيد المعصوم للإيمان والأعمال، وهو كافٍ لإرشادنا إلى الخلاص وأن له سلطانًا على كل ما سواه.
(2) الكتاب المقدس: وحوله اختلافات، منها:
(أ) عدد الأسفار القانونية: فإن أسفار العهد القديم الأبوكريفية تدخل عند التقليديين في الأسفار القانونية، والإنجيليون لا يحسبونها.
(ب) مطالعة الشعب للكتاب المقدس ونشره بين الناس: لا تستحسن الكنيسة التقليدية ذلك، والإنجيلية تنادي بلزومه وتسعى في توزيعه، لأن تعاليمها مؤسسة على الكتاب المقدس فقط.
(3) مواضيع العبادة: وهي عند التقليديين:
(أ) الله (ب) مريم العذراء (ج) الملائكة والقديسون (د) صور القديسين وذخائرهم. وعند الإنجيليين الله فقط. فالتقليدي يقترب إلى المسيح بوسطاء من البشر، ويجعل عبادته لمريم العذراء تنوب عن عبادته ليسوع. والإنجيلي يقترب إلى المسيح مباشرة، ويصلي له باعتبار أنه كاهنه ومخلّصه العظيم الوحيد الكافي له، وشفيعه عن الآب.