واستمر الحال هكذا حتى كان الفتح الإسلامي لمصر بقيادة عمرو بن العاص في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، فنال المصريون الحرية السياسية إلى جانب الحرية الدينية، وذلك بانتصار الإسلام على دولة الروم، ثم امتد الفتح الإسلامي حتى غطى بقاع الأرض من أقصاها إلى أقصاها، ودخل الناس في دين الله أفواجا، بقناعة واقتناع ورغبة لا رهبة.
وقد لخص صاحب كتاب "تاريخ المسيحية في مصر" عقيدة الكنيسة المصرية فقال الآتي: "كنيستنا مستقيمة الرأي التي تسلمت إيمانها من كيرلس وديسقورس ومعهما الكنائس الحبشية والسريانية الأرثوذكسية، تعتقد بأن الله ذات واحدة -مثلثة الأقانيم- أقنوم الأب -وأقنوم الابن- وأقنوم الروح القدس، وأن الأقنوم الثاني أي أقنوم الابن تجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء، فصير هذا الجسد معه واحدا، وحدة ذاتية جوهرية منزهة عن الاختلاط والامتزاج والاستحالة بريئة من الانفصال، وبهذا الاتحاد صار الابن المتجسد طبيعة واحدة من طبيعتين ومشيئة واحدة."
(ب) الأرمن:
هم طوائف من المسيحيين موطنهم الأصلي أرمينيا، وإن كانوا ينتشرون في مصر وبعض بلاد الشرق الأوسط، يعتقدون في المسيح اعتقاد الكنيسة القبطية أن المسيح ذو طبيعة واحدة ومشيئة واحدة، ولكن لهم تقاليد دينية وطقوس دينية مختلفة، كما أن لهم بطاركة مستقلين بهم، لأنهم لا يندمجون في الكنائس الأخرى.
ثالثا: البروتستانت (أو الإصلاح الديني).
1 - ينتشر البروتستانت في ألمانيا وإنجلترا والدانمارك وهولنده وسويسرا والنرويج وأمريكا الشمالية، وهم يسمون كنيستهم الإنجيلية، بمعنى أن أتباع تلك الكنيسة يتبعون الإنجيل ويفهمونه بأنفسهم دون الخضوع لأحد آخر أو طائفة أخرى، فالكل قادر على فهمه.
وهذا الاتجاه منهم في فهم الإنجيل يعارضون به الكنائس الأخرى التي تعتبر فهم الإنجيل وقفا على رجال الكنيسة، الذين يعتقدون في جانبهم الإلهام، فضلا عن ادعائهم بتلقي تعاليم غير مكتوبة يتناقلها البابوات خلفا عن سلف. كما يصح أن نصفها بأنها