نبذة تاريخية عن الكنيسة المصرية:

كانت مدينة الإسكندرية، في عصر الإمبراطورية الرومانية، تعتبر عاصمة كبرى للأسقفيات، ومن أساقفتها: أريوس زعيم الموحدين، وإثناسيوس زعيم التثليث، وديسقورس زعيم فكرة الإله المتجسد في يسوع المسيح.

وبما أن مصر في ذاك الوقت كانت نصرانية، فإنها أصبحت تعاني سياسيا من تبعيتها للإمبراطورية الرومانية، لدرجة أن المصريين هربوا من ديارهم، وسكنوا الكهوف، والمغارات هربا من ظلم الرومان، ومن العسف الذي كان واقعا عليهم، وتدل بعض المراجع التاريخية على أن التقويم القبطي، يبدأ من عصر الشهداء.

معتقداتها:

تعتقد الكنيسة المصرية أن للمسيح طبيعة واحدة اجتمع فيها اللاهوت بالناسوت، وانعقد لأجل هذا مجمع أفسس الثاني خلال النصف الأول من القرن الخامس الميلادي، حيث أعلن هذا الرأي، إلا أن الكنيسة الكاثوليكية رفضته ووصفت هذا المجمع بأنه مجمع اللصوص، لكن بعد ذلك انعقد مجمع خليكدونية سنة 451 م، وتقرر فيه أن المسيح فيه طبيعتان لا طبيعة واحدة، وأن الألوهية طبيعة وحدها والناسوت طبيعة وحدها والناسوت طبيعة وحدها التقتا في المسيح، وبذلك رفض المجمع الأخير رأي الكنيسة المصرية، بل لعن هذا المجمع ديسقورس بطريرك الإسكندرية، إلا أن الأقباط المصريين عندما بلغهم ما نزل برئيس كنيستهم غضبوا، وأجمعوا أمرهم على عدم الاعتراف بقرارات ذلك المجمع، بل ثاروا ضد الرومان، وطلبوا تعيين بطريرك من مذهبهم.

وقد كان قرار مجمع خليكدونية هو السبب في انفصال الكنيسة المصرية عن الكنيسة الغربية، ونشط أتباع المذهب القبطي في الدعوة إليه والدفاع عنه، وينتشرون في ربوع البلاد ومن أبرز هؤلاء "يعقوب البرذاعي الذي يجول في البلاد الرومانية داعيًا إلى اعتناق المذهب القبطي المصري وسلك في سبيل ذلك كثيرًا من المخاطر والجرأة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015