شيء في الوجود خزائنه عند الله: خزائن الطعام والشراب .. وخزائن الحبوب والثمار .. وخزائن المياه والبحار .. وخزائن الجواهر والأموال .. وخزائن النبات والأشجار .. وغير ذلك مما لا يعلمه ولا يحصيه إلا الله.
فكل ما نحتاجه نطلبه من الله الذي يملك خزائنه، ونكثر من العبادات والطاعات لنحصل على رضاه، فهو سبحانه قاضي الحاجات، ومجيب الدعوات، وهو خير المسئولين وخير المعطين، لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)} [البقرة: 186].
وخزائن الله مملوءة بكل شيء، والله غني عن كل شيء، والعباد محتاجون من الله كل شيء: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21)} [الحجر: 21].
الخامس: أن نعلم أن مصير الخلائق كلها إلى الله يوم القيامة، وأنهم سوف يعرضون على ربهم مع أعمالهم، فكل ما قالوه وكل ما فعلوه محفوظ في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)} [الزلزلة: 7، 8].
ومن ثم يصير أهل الإيمان والطاعات إلى الجنة .. ويصير أهل الكفر والمعاصي إلى النار، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
فتذكر ذلك اليوم العظيم وأهواله .. ونتذكر البعث والحشر، والحساب والميزان .. والحوض والصراط .. ونتذكر عفو الله ورحمته .. ونتذكر غضبه وشدة عقوبته .. ونتصور الجنة ونعيمها .. ونتذكر النار وجحيمها.
نتكلم ونسمع .. ونتأمل ونتفكر .. حتى يكون الغيب كالشهادة، ويكون اليوم الآخر ماثلاً أمامنا.
وبذلك يزيد الإيمان وتنبعث الجوارح للطاعة والعبادة، ثم تسعد بالنعيم والرضوان: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا