فالله مالكهم .. وهم محتاجون إليه .. وهو غني عنهم.

وهو سبحانه الذي يصرف الكون، ويدبر جميع أمور خلقه، فالذي يتصرف في السموات والأرض، وفي البحار والجبال، وفي النبات والحيوان، وفي الملائكة والإنس والجن، وفي الرؤساء والوزراء، وفي الأغنياء والفقراء، وفي الأقوياء والضعفاء وغيرهم هو الله وحده لا شريك له الذي له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

وهو سبحانه الذي يتصرف بحكمته وعلمه وقدرته كيف يشاء.

فقد يخلق الشيء ويسلب أثره بقدرته، فقد توجد العين ولا تبصر، والأذن ولا تسمع، واللسان ولا يتكلم، والدماغ ولا يعقل.

والبحر يغرق بأمر الله، وقد يرفع الله عنه أمر الإغراق فلا يغرق.

كما أنجى الله موسى وقومه من الغرق، وأغرق فرعون وقومه في بحر واحد، وفي آن واحد، وبأمر واحد.

والنار تحرق بأمر الله، وقد يسلبها الله إذا شاء أمر الإحراق فتشتعل ولا تحرق كما حصل لإبراهيم - صلى الله عليه وسلم - لما ألقي في النار، فجاء أمر الله: {قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69)} [الأنبياء: 69].

فالله على كل شيء قدير ينجي بأسباب الهلاك كما أنجى إبراهيم وموسى، ويُهلك بأسباب النجاة كما حصل لفرعون وقارون، لأنه المالك الذي يتصرف في الخلق كيف يشاء لا إله إلا هو الواحد القهار.

والقلوب التي ضعف فيها الإيمان تتأثر بالشيء أكثر من خالق الشيء، فتتعلق بالشيء وتغفل عن خالق الشيء، وإذا قوي الإيمان تجاوزت المخلوق إلى الخالق، وتعدت الصور إلى المصور الذي خلقها وصورها.

فدانت له بالطاعة والعبادة وحده لا شريك له: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102)} [الأنعام: 102].

الرابع: أن نعلم ونتيقن أن خزائن جميع الأشياء عند الله وحده لا عند غيره، فكل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015