يُظْلَمُونَ (281)} [البقرة: 281].
هذا بالنسبة للمخلوقات، أما بالنسبة للأحوال:
فأولاً: نعلم ونتيقن أن الله له الخلق والأمر، وأنه وحده خالق جميع الأحوال من الغنى والفقر .. والصحة والمرض .. والفرح والحزن .. والأمن والخوف .. والحياة والموت .. والنور والظلام .. والحر والبرد .. والعزة والذلة .. والهداية والضلالة .. والسعادة والشقاوة .. فهذه وغيرها من الأحوال خلقها الله وحده.
وثانياً: نعلم ونتيقن أن الذي يدبر الأمر ويصرف هذه الأحوال هو الله وحده لا شريك له.
فلا يتبدل الفقر أبدً بالغنى إلا بأمر الله .. ولا يتبدل المرض بالصحة أبداً إلا بأمر الله .. ولا يتغير الحر بالبرد إلا بأمر الله .. ولا يأتي الليل ولا النهار إلا بأمر الله .. ولا تتبدل الذلة بالعزة إلا بأمر الله .. ولا يموت حي إلا بإذن الله .. ولا تهب ريح إلا بأمر الله .. ولا تنزل قطرة من السماء إلا بأمر الله .. ولا تتبدل الضلالة بالهداية إلا بأمر الله: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54)} [الأعراف: 54].
فتأتي جميع الأحوال بأمره .. وتزيد بأمره .. وتنقص بأمره .. وتبقى بأمره، وتنتهي بأمره: {فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83)} [يس: 83].
فعلينا أن نطلب تغيير الأحوال ممن يملكها بالتقرب إليه وحده بما شرع: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27) [آل عمران: 26، 27].
ثالثاً: أن نعلم ونتيقن أن خزائن جميع الأحوال السابقة وغيرها عند الله وحده لا شريك له.
فعلينا أن نطلب ما ينفعنا منها ممن يملك خزائنها وهو الله وحده لا شريك له.
وهو سبحانه الغني، فلو أعطى الصحة أو الغنى أو غيرهما كل الناس، لم ينقص