الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)} [الزمر: 53].
والشرك بالله ليس ذنباً فقط .. بل هو فوق الذنوب جميعاً .. فالذنب يقتضي أن تكون مؤمناً بمنهج وخالفته، ولكن الشرك هو عدم إيمان بالمنهج أصلاً.
فلفظ الذنب لا ينطبق على المشرك، لأن المشرك ليس مؤمناً بمنهج الله.
وشرط الذنب الذي يغفره الله أن يكون هناك إيمان ومخالفة، ثم ندم وتوبة، والكافر والمشرك لا يندم ولا يتوب، لأنه لا منهج له، فإذا مات على ذلك فليس له عند الله إلا النار: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72)} [المائدة: 72].
وأساس الدين وأصله وقاعدته التي بني عليها هو الإيمان بالله عز وجل، واليقين على ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، وخزائنه، ووعده ووعيده.
وجميع الأعمال والعبادات مبناها وقبولها مبني على هذ الأصل العظيم.
فإذا حصل للعبد هذا الإيمان جاءت عنده قوة الطاعات، وقوة الرغبة في امتثال أوامر الله، وحلاوة مناجاة الله.
وبذلك يرضى الله عزَّ وجلَّ، وتصلح أحوال الأمة كما قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32)} [فصلت: 30 - 32].
وإذا ضعف هذا الإيمان ونقص، ضعفت الأعمال والعبادات، وساءت الأخلاق، فكثرت المعاصي، وقلت الطاعات، فساءت الأحوال، وجاءت المصائب نقداً: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30)} [الشورى: 30].
وحتى يأتي الإيمان في حياتنا ويزيد لا بد من العلم بأمور:
الأول: أن نعلم ونتيقن أن خالق كل شيء هو الله وحده لا شريك له: فخالق