والإكراه في هذه الحالة إكراه للقالب وليس للقلب، فلا إثم فيه ما دام القلب مطمئناً بالإيمان، فالله راضٍ ولو أجبر القالب على غير ذلك، وقد أسقط الله الحساب عن كل من أكره قالبه على شيء وقلبه يرفضه.

وكل ما في الحياة هو اختبار إيماني في العبادة، قد جعله الله اختباراً للبشر ليفضلهم على سائر مخلوقاته، ويجزيهم عليه جزاءً كبيراً.

وإذا كان الله سبحانه قال عن الإنسان: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 30].

فتلك الخلافة هي ذلك الاختبار الإيماني .. الذي يمر به كل إنسان .. هل يتبع منهج الله في حياته أم يخالفه؟.

فالله له أوامر .. والنفس لها أوامر .. والإيمان هو الذي يدفع الإنسان لتقديم أوامر الله على محبوبات النفس.

وفي كل لحظة ينزل من ذات الله ما لا يحصيه إلا الله من الأوامر، ومن ذات الإنسان تخرج الأفعال، فإذا طابقت أفعال الإنسان مراد الله، وهو ما جاء في شرعه، سميت تلك الأعمال صالحة، يرضى به الرب، ويثيب عليها الجنة.

وإذا خالفت أفعال الإنسان مراد الرب، فتلك الأعمال غير صالحة، وهي السيئات التي تغضب الرب، ويعاقب عليها بالنار.

فالإيمان والإحسان واليقين أعلى الدرجات التي يصل إليها الإنسان في هذه الحياة.

والكفر والشرك، والظلم والفسوق، أسفل الدركات التي ينحط إليها الإنسان في هذه الحياة.

والله تبارك وتعالى يغفر كل شيء من الذنوب إلا الشرك كما قال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48)} [النساء: 48].

ويغفر سبحانه ذنوب المؤمنين المسرفين على أنفسهم مهما كانت كما قال سبحانه: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015