فأداء العبادات كالصلات مثلاً يتطلب التضحية بالشهوات التي يحبها الإنسان، وتصور تلك الشهوات.

فالمسلم في الصلاة يترك شهوة الأكل والنوم، وشهوة التجارة، وشهوات الدنيا، ويترك تصور تلك الشهوات بالإقبال على الله، فيعبد الله كأنه يراه، ولا ينشغل بما سواه.

وإذا طلب الله منا تكميل شيء كالعبادات مثلا، نسينا وتركنا جميع الأشياء لتكميل هذه العبادة، فمن أكمل العبادات، وأخر الشهوات أكمل الله شهواته يوم القيامة، ووفقه في الدنيا لما فيه سعادته.

ومن ضحى بشهواته في الدنيا أكملها الله له يوم القيامة.

ومن أكمل لله ما يحب في الدنيا من الإيمان والأعمال الصالحة أكمل الله له ما يحب يوم القيامة من الشهوات والمسرات: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)} [السجدة: 17].

والإيمان درجات متفاوتة لا يحصيها إلا الله.

والعباد بالنسبة للإيمان ثلاثة أقسام:

الأول: مَن إيمانهم ثابت لا يزيد ولا ينقص وهم الملائكة.

الثاني: من إيمانهم يزيد ولا ينقص وهم الأنبياء والرسل، الذين رباهم الله واصطنعهم لنفسه من البشر.

الثالث: مَن إيمانهم يزيد وينقص، وهو إيمان بقية البشر، وهؤلاء إيمانهم يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.

فإذا زاد الإيمان جاء الإقبال على الطاعات، والنفرة من المعاصي.

وإذا نقص الإيمان ضعف الإقبال على الطاعات وجاءت الرغبة في المعاصي.

فكل طاعة تزيد الإيمان .. وكل معصية تنقص الإيمان .. وكل طاعة تزيد نور القلب .. وكل معصية تملأ القلب ظلمة.

والإنسان كالبذرة فيها شجرة كاملة، فإذا بذرناها واجتهدنا عليها، ظهرت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015