بالأعمال الصالحة التي تجلب البركات .. وترفع العقوبات.
ثم اجتهدوا للاستفادة من الإيمان في حياتهم، بالتوجه إلى الله دائما في قضاء حاجاتهم، فإذا دعوا استجاب الله لهم، كما دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - في بدر، فأنزل الله الملائكة مدداً لهم، وكما دعا نوح - صلى الله عليه وسلم - على من كفر من قومه، فأغرقهم الله بالماء، وبذلك يزيد إيمانهم، وتقضى حاجاتهم.
ثم اجتهدوا لنشر الإيمان في العالم، وبذلك تحصل لهم الهداية، وزيادة الإيمان، ويحصل لغيرهم الإيمان.
فبالدعوة يزيد الإيمان، وتزيد الأعمال، ويزيد دخول الناس في الإسلام.
ويقوى الإيمان ويزداد .. كلما زادت المعرفة بالله وبأسمائه وصفاته وأفعاله .. وعظمته وكبريائه .. ومعرفة نعم الله وآلائه .. ومعرفة وعده ووعيده .. ومعرفة نعيم الجنة ومتاعها .. ومعرفة عذاب النار وأهوالها.
ويتم ذلك بالنظر في الآيات الكونية، والنظر في الآيات الشرعية، وكثرة ذكر الله، وبذلك يحصل اليقين على الله، وتطمئن القلوب بذكره كما قال سبحانه: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)} [الرعد: 28].
وبذلك يتأثر القلب، ثم تتأثر الجوارح، ثم تأتي الرغبة في الطاعات، والنفور من المعاصي، ويشتاق الإنسان إلى ربه، وإلى نعيم الجنة، ويتلذذ بالعبادة وذكر الله، ومجالسة الصالحين والمصلحين.
وبذلك تتكون بيئة الإيمان، وبيئة العبادة، وبيئة الدعوة، ويأتي فكر الآخرة.
وكما أن النبات والحيوان لا بد له من بيئة حتى يكبر ويزيد، فكذلك الإنسان لا بد له من بيئة صالحة حتى يزيد إيمانه، وتقوى أعماله، وتحسن أخلاقه.
وبيئة الإيمان والأعمال الصالحة هي التي تقام فيها الأعمال الانفرادية، والأعمال الاجتماعية.
فالانفرادية كتلاوة القرآن بالتدبر، والأذكار، والأدعية، والاستغفار، ونوافل