وانشراح الصدر .. ونعيم القلب .. وحصول المروءة .. وصون العرض .. وقلة الهمّ والغمّ والحزن .. وعز النفس عن احتمال الذل .. وصون نور القلب أن تطفئه ظلمة المعاصي.
ويسهل على الإنسان ترك المعاصي إذا عرف عظمة ربه وجلاله، وغزارة نعمه عليه وعلى غيره، ولاحظ عفوه وإحسانه، فلا يليق بمن هذه عظمته، وهذه نعمه أن يعصيه، بل الواجب طاعته، وشكر نعمه، والتسبيح بحمده سراً وجهراً ليلاً ونهاراً.
ويسهل عليه كذلك ترك الذنوب والمعاصي إذا علم أن في تركها تيسير الرزق عليه .. ووصوله إليه من حيث لا يحتسب وحصول البركة فيه .. وتيسير ما عسر على أرباب الفسوق والمعاصي .. وتسهيل الطاعات عليه .. وكثرة الدعاء له .. والحلاوة التي يكتسبها في وجهه .. والمهابة التي تلقى له في قلوب الناس .. وانتصارهم له إذا أوذي أو ظلم .. وسرعة إجابة دعائه .. وزوال الوحشة التي بينه وبين الله .. وقرب الملائكة منه .. وبعد الشياطين عنه .. وتنافس الناس على خدمته وقضاء حوائجه .. ورغبتهم في صحبته .. وعدم خوفه من الموت .. وصغر الدنيا في قلبه .. وكبر الآخرة عنده .. وذوق حلاوة الطاعات .. ووجدان حلاوة الإيمان في قلبه .. ودعاء حملة العرش ومن حوله من الملائكة له.
هذه بعض آثار ومنافع ترك المعاصي في الدنيا.
أما في الآخرة فإذا مات تلقته الملائكة بالبشرى من ربه بالجنة .. وانتقل من سجن الدنيا إلى روضة من رياض الجنة .. ينعم فيها في قبره إلى أن تقوم الساعة.
فإذا كان يوم القيامة كان الناس في الحر والعرق .. وهو في ظل عرش الرحمن، فإذا انصرفوا بعد الحساب من بين يدي الله، أخذت به الملائكة ذات اليمين إلى جنات النعيم مع أوليائه المتقين، وحزبه المفلحين، حيث النعيم المقيم، يتجول بين القصور، ويتلذذ بالنساء والحور، ويتنعم بالأكل من ألوان الأطعمة