لتقول على لله بلا علم، وتذم الخلق بما ليس فيهم، فتزيد آثامك، ويأخذ الناس حسناتك، وتقدم على الله مفلساً نادماً.
وكل ما نرجوه ونسعى إليه .. أن يرضى الله عنا وعن جميع الخلق .. وأن يستعملنا فيما يحبه ويرضاه .. وأن يرزقنا جميعاً الاستقامة على عبادته وطاعته والعمل بشرعه .. وأن يدخل الناس في دين الله أفواجاً .. ويعرفوا ربهم .. ويتعلموا أحكام دينهم .. ويعبدوا ربهم مخلصين له الدين ولو كره الكافرون .. وأن يرزقنا بعد ذلك الجنة .. في مقعد صدق عند مليك مقتدر: {إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)} [هود: 88].
هذا وإني ذاكر وشاكر لكل مخلص وناصح من المؤمنين والمؤمنات، وراغب إليهم أن يستفيدوا من هذا الروض المبارك، الذي وفقنا الله لجمعه من أقوال علماء سلف الأمة عليهم رحمة الله، جمعنا فيه ما تفرق في غيره من فقه القلوب، من التوحيد والإيمان، والأعمال والأخلاق، وفقه الدنيا والآخرة.
فخرج الكتاب بفضل الله وعونه مملوءاً بالخيرات .. محبباً للطاعات .. دافعاً للشبهات .. مرغباً في الصالحات .. متوجاً بالآيات القرآنية .. مزيناً بالأحاديث النبوية.
يستريح المسلم في ظلاله، ويأكل من ثماره، ويقدم على مولاه بما يحبه ويرضاه، من الأقوال والأعمال والأخلاق.
وما بي أن أثني على الكتاب، فليس لي حق في ذلك، ولكنه الترغيب والتشويق حتى يركض الفارس في الميدان، ويسارع لطاعة ربه الرحمن، ثم يحكم بما ظهر له وبان، ويستقيم على ما يحبه ربه ويرضاه مع السابقين الأبرار.
وذلك ما نتمناه ونحبه لكل إنسان من بني آدم في مشارق الأرض ومغاربها، على مر الأيام والدهور.
فالحمد لله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى .. والحمد لله على كل حال .. والحمد لله الذي يسر الجمع والتأليف .. وبعث الهمة لذلك .. وشرح الصدر