للبدء والختام.
وقد جاء الكتاب بفضل الله وحده جامعاً نافعاً، لكل قوم منه نصيب، ولكل وارد منه مشرب، فإن عدم منك حمداً وشكراً، فلا يعدم منك مغفرة وعذراً، فكلنا مطبوع على الخطأ، وخير الخطائين التوابون.
وإن أبيت إلا الملام فبابه مفتوح، وكلنا ظلوم جهول، ولله يعفو عنا وعنكم، والله سبحانه وحده الذي استأثر بالكمال والجمال، واختص بالحمد والثناء، وهو يقول الحق ويهدي السبيل، وهو عالم السر والخفيات، ودافع الشر والبليات.
نحمده جل وعلا على آلائه وإنعامه وإحسانه، حمداً كثيراً طيباً مباركاً، ملء السموات والأرض وما بينهما، حمداً يليق بجلاله، وعظيم سلطانه.
ونستغفره عزَّ وجلَّ من كل ما زلت به القدم، أو طغى به القلم .. ونستغفره من أقوالنا التي لا توافقها أعمالنا .. ونستغفره من كل علم وعمل قصدنا به وجهه ثم خالطه غيره .. ونستغفره من كل وعد وعدناه من أنفسنا ثم قصرنا في الوفاء به.
ونستغفره سبحانه من كل نعمة أنعم بها علينا فاستعملناها في معصيته .. ونستغفره من كل خطرة دعتنا إلى تصنع وتكلف أمام الناس.
ونرجوه بعد الاستغفار من ذلك كله أن يغفر لنا ولوالدينا، وأزواجنا وذرياتنا، ولمن طالع كتابنا هذا أو سمعه أو نشره، ولكل مسلم ومسلمة، وأن يتجاوز عن سيئاتنا جميعاً، إنه جواد كريم.
كما نرجوه سبحانه أن لا يعاملنا بما نستحقه، وأن لا يكلنا إلى أنفسنا وأعمالنا طرفة عين، وأن يتفضل علينا بما هو أهله من جوده وكرمه ورحمته، إنه شكور حليم غفور رحيم.
اللهم كما بعثت الهمة لتأليفه وجمعه .. ووفقتنا لعرضه ونشره .. فأسألك اللهم بأسمائك الحسنى .. وصفاتك العليا .. وبكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وأن تتقبل هذا