لغة: النعيم هو ما استمتع به، والنعيم نضارة العيش وحُسن الحال. (1) والقبر: المكان يدفن فيه الميت. (2)
واصطلاحا: نعيم القبر وعذابه من المباحث السمعية التى شغلت علماء الكلام. فقد آمن الأشاعرة بعذاب القبر ونعيمه، وأنكره بعض المعتزلة (3).
يشير الإمام الرازى الى أدلة المثبتين السمعية {النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب} (غافر 46). وقوله تعالى {مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا ناراً} (نوح 25) يذكر الرازى أن الفاء للتعقيب، وقوله تعالى {قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا} (غافر11) فذكر الحياة مرتين، وهما لا يتحققان إلا بالحياة فى القبر (4) ويطرح ابن القيم هذه المسألة بقوله: هل عذاب القبر على النفس والبدن؟ أو على النفس دون البدن؟ أو على البدن دون النفس؟
وهل يشارك البدنُ النفسَ فى النعيم والعذاب أم لا؟ ويجيب ابن القيم بأن الإمام ابن تيمية قد سئل وأجاب: بل العذاب والنعيم على النفس والبدن جميعا باتفاق أهل السنة والجماعة (5).
والرأى الراجح أن سلف الأمة يرون أن الميت إذا مات يكون فى نعيم أو عذاب، وأن ذلك يحصل لروحه وبدنه، وأن الروح تبقى بعد مفارقة البدن منعمة أو معذبة، وأنها تتصل بالبدن أحيانا ويحصل له معها النعيم أو العذاب، ثم إذا كان يوم القيامة الكبرى أعيدت الأرواح إلى الأجساد، وقاموا من قبورهم لرب العالمين. (6) وهم يعتمدون على الأحاديث النبوية كما فى الصحيحين، عن ابن عباس أن النبى - صلى الله عليه وسلم - مر بقبرين، فقال "إنهما ليعذ بان وما يعذبان فى كبير، أما أحدهما فكان لا يستبرئ من البول وأما الآخر فكان يمشى بالنميمة، ثم دعا بجريدة رطبة شقها نصفين فقال: لعله يخفف عنهما ما لم ييبس (7)
أ. د/ جمال رجب سيدبى
1المعجم الوسيط مجمع اللغة العربية 2/ 973
2 - السابق2/ 737
3 - فى علم الكلام (الأشاعرة) د/ أحمد محمود صبحى ص.26.
4 - السابق نفس الصفحة.
5 - الروح لابن القيم صـ72.
6 - السابق: ص 74.
7 - السابق: نفس الصفحة.