هى الديانة التى تنسب إلى أمة المسيح عيسى بن مريم - عليه السلام -، والنصارى هم أمة المسيح عيسى بن مريم - عليه السلام -
وقد تعددت الآراء حول السبب الذى من أجلّه أطلق على أتباعه أنهم نصارى، من ذلك:
1 - سموا بذلك لأنهم نصروا المسيح - عليه السلام - فى دعوته.
2 - لتناصرهم فيما بينهم.
3 - أنهم نزلوا أرضا يقال لها ناصرة وهى قرية المسيح من أرض الخليل بفلسطين. وكلمة النصارى: تطلق على أتباع المسيح - عليه السلام - الذين اتبعوه فى دعوته وصدقوا بها ونصروه وأخذوها كما جاءت من الله تعالى {فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصارى إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون} (آل عمران 52)
وكذلك أطلقت على أتباعه الذين بدلوا وغيروا وأضافوا العقائد الباطلة إلى العقيدة الصحيحة الحقة {وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون} (التوبة 30). أما كلمة النصرانية فإنها أول الأمر كانت تعنى الدعوة الإيمانية ثم صارت تدل عند نصارى اليوم تلك الدعوة التى اشتملت عليها الأناجيل الأربعة (متى- مرقس- لوقا- يوحنا) وكتاب أعمال الرسل، والرسائل التبشيرية التى كتبها بولس وبطرس ويوحنا وغيرهم.
وقد ولد المسيح عيسى - عليه السلام - فى بيت لحم أيام الملّك هيرودوس ثم رحلت أمه إلى فلسطين واستقر بها المقام مع ولدها فى قرية الناصرة بالخليل ذلك فى أيام أوغسطين قيصر أول إمبراطورية للدولة الرومانية القديمة والذى تولاها عام 17 ق م. وفى هذه الأثناء كان اليهود مشردين فى الأرض ومضطهدين تحت الحكم الرومانى فتولدت فى نفوسهم فكرة الخلاص من الاضطهاد
فلما ظهر عيسى - عليه السلام - آمن به بعض اليهود على أنه المخلص الذى سيعيد لهم الملك والملكوت.
وقد جاء عيسى - عليه السلام - لكى يصحح مفاهيم العقيدة فى الإله والتى انحرفت عند اليهود من التوحيد إلى الشرك والتجسيد. فرسالته رسالة توحيد وتنزيه وهى فى حقيقة أمرها عقيدة لا شريعة وكانت رسالة خاصه باليهود فحينما دعا الحواريين الاثنى عشر إلى التبشير بالنصرانية قصر مهمتهم على بنى إسرائيل. {وإذ قال عيسى ابن مريم يا بنى إسرائيل إنى رسول الله إليكم} (الصف 6)
ومصادر الديانة النصرانية:
1 - التوراة
2 - الكتاب المقدس ويشتمل على العهدين القديم والجديد، وقد تفرق أتباع عيسى - عليه السلام - إلى فرق متعددة من خلال عصرين:
1 - عصر التوحيد وهو الذى نادى بعبودية عيسى لله وقد امتد هذا العصر إلى ما بعد مجمع نيقية بقليل أى ما بعد عام 325 م ومن فرق التوحيد الأريوسيون.
2 - عصر التثليث ومن فرقه مقدونيوس، النسطوريون اليعقوبيون والمارونية.
ومن الطوائف المسيحية 1 - الكاثوليك وهو مذهب اعتنقته كنيسة روما ويرى أصحابه بأن للمسيح طبيعتين ومشيئتين.
3 - الأرثوذكس وهو مذهب الكنائس الشرقية ومذهبه يقضى بأن للمسيح طبيعة واحدة ومشيئة واحدة.
4 - والبروتستانت وتسمى كنيستهم الكنيسة الإنجيليّة لأن أتباعها يتبعون الإنجيل دون غيره.
5 - النساطرة وهو مذهب فيه محاولة إلى العودة إلى التوحيد أو أقرب منه. وأركان النصرانية خمسة:
1 - التعميد 2 - التثليث 3 - أن الابن أقنوم التحم بمريم 4 - القربان المقدس 5 - الاعتراف بالقس.
وعندما ظهر الإسلام فى القرن السابع الميلادى انطلقت المبادرة إلى الحوار الدينى أساسا من القرآن الكريم {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله} (آل عمران 64) فقد اتفقت الرسالات فى الأصول العامة ولم تختلف {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذى أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه} (الشورى 12)
وقد ورد فى المسيحية ما يفيد الإشارة بنبوة سيدنا محمد? - صلى الله عليه وسلم - {وإذ قال عيسى ابن مريم يا بنى إسرائيل إنى رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدى من التوراة ومبشرا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد} (الصف 6).
وهكذا فالأديان السماوية حلقات متكاملة ختمت بالدين الإسلامى مصححا للعقائد التى انحرفت ومهيمنا على الكتب السماوية السابقة.
(هيئة التحرير)