لغة: يقال: نَسَبَ بالنساء: شَبّبَ بهن فى الشعر وتغزل، ويقال: هذا الشعر أنسب من هذا، أى أرق نسيبا، وقيل: النسيب: رقيق الشعر فى النساء، كما فى اللسان (1). والحديث عن المرأة، والتعريض بهواها وحبها فى الأدب العربى لا يخلو منه شعر فى القديم أو فى الحديث، كما اشتهر كثير من الشعراء، ووضعت لهم دراسات أدبية خاصة بشعر وشعراء الغزل والنسيب (2) تُبْرز مدى ما فى هذا النوع من الشعر من خصائص فنية، أبدع فيها الشعراء على مر العصور. ومن أمثلة النسيب فى شعر الجاهليين: حديث عنترة بن شداد العبْسى عن ابنة عمه عبلة، فى قوله (3)
إذا رشَقَتْ قلبى سهامُ من الصَّدّ وبدَّل قُربى حادثُ الدَّهر بالبُعْد
لبستُ لها درْعًا من الدّهر مانعاً ولاقَيْتُ جيْشَ السوْق منفردا وحدى
وَبِتُّ بطيف منك يا عَبْلُ قانِعا ً ولو بات يسْرى فى الظلام على خدّى
فبالله ياريح الحجاز تنفسِى على كبد حَرَّى تذوب من الوَجْد
ويَعُدّ الكثير من النقاد نسيب الشاعر الأموى (جرير) من أرق ما قيل فى هذا الباب، ومنه قوله:
إن العيون التى فى طرفها حَوَر قَتَلْنَنَا ثم لم يُحْيين قَتْلانا
يَصْرَعْنَ ذا اللُّبَّ حتى لا حراك به وهن أضعف خلق الله إنسانا
وفى رواية العقد الفريد:
إن العيون التى فى طرفها مَرَضُ قَتَلْنَنَا ثم لم يٌحْيينَ قَتْلانا
يصرَعْن ذا الحْلِم حتى لا حراك به وهن أضعف خلق الله أركانا (4)
أ. د/ صلاح الدين محمد عبد التواب