لغة: النسبة الصلة أو القرابة. والنسبة (فى الرياضة) نتيجة مقارنة إحدى كميتين من نوع واحد بالأخرى. والنسبة: المقدار المنسوب. ويقال: يضاف هذا إلى هذا بنسبة كذا: بمقدار كذا. ويقال بالنسبة إلى كذا: بالإضافة إليه. والنسبة المئوية: مقدار الشىء منسوبًا إلى مائة. (1)
واصطلاحا: يرتبط مصطلح النسبى بالعديد من المصطلحات الأخرى، مثل المطلق فى مجال الميتافيزيقا، والنسبى يرتبط بأحد المذاهب الفلسفية، أى أن كل معرفة إنسانية فهى نسبية، سواء من ناحية الأخلاق أو المعرفة فى حد ذاتها، كما أن المصطلح يقيم علاقة بين نسبة الألفاظ إلى المعانى، كالألفاظ المشتركة، كما أن المصطلح ارتبط (بمعنى ما) بالعلم الحديث بظهور نظرية النسبية، وتغير مفاهيم الزمان والمكان، وسنشير إلى تحليلنا لهذا المصطلح من هذه الزوايا.
فالنسبى ( Relative) مقابل المطلق:
1 - فإذا دلّ المطلق على الموجود فى ذاته وبذاته، دل النسبى على ما يتوقف وجوده على غيره (2)
2 - النسبية الأخلاقية: ( Relativism Moral) مذهب من يقرر أن فكرة الخير والشر تتغير بتغير الزمان والمكان، من غير أن يكون هذا التغير مصحوبًا بتقدم معين.
3 - نسبية المعرفة: المقصود بنسبية المعرفة أن المعرفة الإنسانية نسبة بين الذات العارفة والموضوع المعروف، وأن العقل الإنسانى لا يحيط بكل شيء، وإذا أحاط ببعض جوانب الأشياء صبَّها فى قوالبه الخاصة. (3)
4 - ويرتبط النسبى من جانب آخر بالمطلق، فالمطلق، ( صلى الله عليه وسلمbsoluta) لغة: ما كان بلا قيد ولا وثاق.
واصطلاحا: (أ) فى المنطق: ما لا يتوقف إدراكه على غيره ويقابل المضاف.
(ب) فى الأخلاق والسياسة: ما لا يحده حد ولا يقيده قيد، ومنه الخير المطلق والسلطة المطلقة.
(جـ) فى الميتافيزيقا: لا يفتقر فى تصوره ولا فى وجوده إلى شيء آخر، ومنه الوجود المطلق. (4)
5 - يرتبط النسبى بنسبة الألفاظ إلى المعانى- كما أوضح الإمام الغزالى .. اعلم أن الألفاظ إلى المعانى على أربعة منازل: المشتركة والمتواطئة والمترادفة والمتزايلة.
أما المشتركة: فهى اللفظ الواحد الذى يطلق على موجودات مختلفة بالحد والحقيقة،. إطلاقًا متساويا. كالعين تطلق على (العين الباصرة) و (ينبوع الماء) و (قرص الشمس).- وأما المتواطئة: فهى التى تدل على أعيان متعددة، بمعنى واحد مشترك بينها، كدلالة اسم (الإنسان) على (زيد) و (عمرو) ودلالة اسم
(الحيوان) على (الإنسان) و (الفرس) و (الطير)، لأنها متشاركة فى معنى الحيوانية.
- وأما المترادفة: فهى الأسماء المختلفة الدالة على معنى يندرج تحت حد واحد كالخمر والرّاح والعقار، فإن المسمى بهذه يجمعه حد واحد. وهو (المائع المسكر المعتصر من العنب) والأسماء مترادفة.
- وأما المتزايلة: فهى الأسماء المتباينة التى ليس بينها شيء من هذه النسب، (الفرس)
و (الذهب) و (الثياب) فإن ألفاظها مختلفة، تدل على معان مختلفة بالحد والحقيقة. (5)
6 - كما انتهى أينشتاين فى نظريته النسبية إلى نسبية المكان والزمان والحركة ولاشيء منها مطلق (6).
7 - ومصطلّح إضافة ( Relation) إحدى مقولات أرسطو وهى النسبة العارضة لشيء بالقياس إلى شيء آخر كالأبوة بالنبوة،. وهى أيضا إحدى المقولات الأساسية عند كانطا (7).فمصطلح النسبى (الإضافى) - كما قلنا- له مدلوله فى الفلسفة واللغة والعلم.
أ. د / جمال رجب سيدبى