من الإفك أن يستدل الذين يؤمنون بتحضير الأرواح من المتصوفة وغيرهم من الروحيين ببعض الآيات القرآنية من مثل قوله تعالى:
1 - وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [البقرة:72 - 73]
أي أن روح الميت حضرت في صورة تلك البقرة وتكلمت.
2 - وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [البقرة:260]
أي أن إبراهيم عليه السلام استدل بتحضير الأرواح وازداد طمأنينة وإيمانا بحضورهم عنده حينما استحضرهم.
نعم نؤمن ببقاء الأرواح بعد الموت. إذ الموت للجسد فقط لا للروح وهي إما أن تكون في نعيم وإما في عقاب وقولهم إن الأرواح تعمل بعد الموت لترتفع في الدرجات غير مسلم. إذ لا عمل بعد الموت كما قرره الإسلام بل إن الروح إما أن تكون في نعيم أو في عقاب فقط.
أما استدلالهم بالآيات فهو خطأ فاحش وسوء فهم فإن قتيل بني إسرائيل وكذا طيور إبراهيم قامت بأرواحها وأجسادها معا معجزة من الله تعالى لنبيه موسى وإبراهيم عليهما الصلاة والسلام وبدون وسيط.
وهؤلاء المشعوذون الكاذبون إنما يحضرون قرين الميت من الجن الذي عاش معه طوال حياته وعرف كل شيء عنه فإن كل إنسان له قرين. فهؤلاء يظنون أنهم يخاطبون تلك الروح التي أرادوا تحضيرها ولا يعلمون أنهم إنما يخاطبون قرينه من الجن هذا إن صدقناهم أنهم يخاطبون أحداً أو يسمعون كلامه.