ومما يدل كذلك على كذبهم ما زعموه من تحضير أرواح بعض الكفار فوجدوهم في نعيم مقيم وهو ما كذبه الله في القرآن الكريم من دخول الكافرين النار ثم ما يعمل من المنكرات التي تفعل في مجالس التحضير مما يوافق هوى الشياطين ولا يمت إلى الدين بصلة. وما عرف كذلك من التصرفات الباطلة لتلك الأرواح فإن "منها من يفتري على الله الكذب وعلى أنبيائه وكتبه وملائكته ورسله. ومنها من يضلل الناس ويحقر الأديان ومنها من يكذب ويأمر بالفجور والشرك والكفر والعصيان وهي أعمال يرفض العقل السليم والدين الحنيف أن تكون صادرة عن أرواح بين يدي الله" (?).3 - ومن أدلتهم التي يتناقلها الروحيون ما نقله الشيخ مجدي محمد الشهاوي عن محمد شاهين حمزة أحد دعاة الروحية في كتاب له (?)، يدافع عن الروحية ويثبت أنها صحية وأن تلك الأرواح ليست أرواح جن أو شياطين وإنما هي أرواح حقيقية آدمية طاهرة – حسب زعمه – وذكر من أدلته على طهارتها ونقائها أنه حضر جلسة روحية حضرت فيها روح الدكتور (?)، حندوسة ذات مرة فسألوها سؤالا طبيا عن حالة أحد الحاضرين فطلبت منهم الانتظار دقيقة واحدة ريثما تجري الكشف عليه ثم أعطتهم تشخيصا دقيقا للمرض وأحاله في علاجه إلى طبيب معروف في القاهرة. ومنها أنه كان في إحدى الجلسات فحضرت روح صديق له ونصحته بالانضمام إلى الطريقة الشاذلية!! (?) وحضرت روح محمد فريد وجدي في أسوان ونهتهم عن بعض الأمور الخطيرة كما حضرت مرة روح طنطاوي جوهري ونفت بشدة أن يكون المسيح قد صلب (?).وذكر أنه في إحدى الجلسات تكلمت إحدى الأرواح في حفلة المولد النبوي وذكرت كلاما لم يعجبه شيء مثله (?)، وغيرها من الأمثلة.
قضية الإلهام
قد يستشكل بعض الناس الفرق بين الإلهام لمن صفت نفوسهم بطاعة الله تعالى وكمل إخلاصهم وبين من يدعي تلك الصفة ممن هو متبع لهواه مصر على المعاصي والفساد والواقع أن الإلهام الحق الذي يؤمن به المؤمنون هو غير الإلهام الذي يأتي عن طريق الشياطين أو الاحتيال فقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن عمر ربما هو من الملهمين وكذا أوحى الله إلى أم موسى. وإلى النحل كله على سبيل الإلهام الإلهي أما ما تزخرفه الشياطين لأوليائها فقد أخبر به عز وجل في قوله تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ [الأنعام:112]
وهو إلهام باطل وإخبار كاذب والنفث في الروح لا شأن للروح به، وإنما هو شيء يحصل بقدرة الله تعالى وحده دون أن يكون للشخص أي أثر في إيجاده.
¤المذاهب الفكرية المعاصرة لغالب عواجي 2/ 887