فأنكر عليه وقال يا بنى إياك والحدث وذكر أنه صلى خلف النبى صلى
الله عليه وسلم وأبى بكر وعمر وعثمان فلم يكونوا يجهرون بها فهذا
مطابق لحديث أنس وحديث عائشة اللذين فى الصحيح وأيضا فمن المعلوم
أن الجهر بها مما تتوافر الهمم والدواعى على نقله فلو كان النبى
صلى الله عليه وسلم يجهر بها كالجهر بسائر الفاتحة لم يكن فى العادة
ولاَ فى الشرع ترك نقل ذلك بل لو إنفرد بنقل مثل هذا الواحد والإثنان
لقطع بكذبهما إذ التواطؤ فيما تمنع العادة والشرع كتمانه كالتواطؤ
على الكذب فيه ويمثل هذا بكذب دعوى الرافضة فى النص على علي
فى الخلاَفة وأمثال ذلك وقد إتفق أهل المعرفة بالحديث على أنه ليس
فى الجهر بها حديث صريح ولم يرو أهل السنن المشهورة كأبى داود
والترمذى والنسائى شيئا من ذلك وإنما يوجد الجهر بها صريحا فى احاديث
موضوعة يرويها الثعلبى والماوردى وأمثالهما فى التفسير أو فى بعض