التي غادر فيها سورية للاستقرار في البلاد المصرية. ويمكن أن تسمى هذه المرحلة بمرحلة (التنقل والترحال).
3 - المرحلة الثالثة: حياته بالبلاد المصرية:
وتشمل سنوات حياته التي قضاها في مصر، واستقر بها نهائياً، وتمتد من سنة 1920 إلى وفاته سنة 1958. ويمكن أن تسمى بمرحلة (المجد الثقافي)؛ لأنها الفترة التي أظهر فيها قيمته الثقافية، وبرزت فيها مكانته، وتقلد أثناءها مناصب علمية عالية، أكدت غزارة علمه، وعمق شخصيته.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا التقسيم الذي اعتمد الإطار التاريخي والجغرافي، قد اتبعه كل الذين كتبوا عن حياة الشيخ محمد الخضر حسين، (وخاصة منهم: الشيخ محمد الفاضل بن عاشور، والأستاذ أبو القاسم محمد كرو). كما درج عليه هو نفسه عند حديثه عن أطوار حياته بمناسبة حفل التكريم الذي أقامه له أحد تلاميذه الدكتور عبد الوهاب المالكي عند زيارته دمشق سنة 1937، ويعتبر هذا التقسيم عملاً تنظيميًا يساعدنا فقط على فهم مراحل حياة الرجل وتدرجها. ذلك لأن حياة الإنسان حلقات متواصلة ومتداخلة في نفس الوقت من الصعب تقسيمها ومعرفة حدود كل مرحلة من مراحلها المتعاقبة.
ثم يقول الأستاذ محمد مواعدة في تمهيد القسم الثاني:
"قضى الشيخ محمد الخضر حسين حياته في التعلم والتثقف أولاً، ثم في التعليم وتوجيه المجتمع الإِسلامي ثانياً، متخذاً في ذلك كتابة المقالة، والقاء المحاضرة طريقة للتبليغ، فأشرف على تحرير مجلات عديدة هي:
"السعادة العظمى"، و"الهداية الإسلامية"، و"نور الإسلام"، و"لواء