الإسلام وتوحيد كلمة المسلمين ثانياً.

فلم تكن حياة رجل عادي متشابهة في أيامها وسنواتها، بل كانت مليئة بالأحداث اللينة أحياناً، والصعبة أحياناً أخرى، ذلك لأن صاحبنا كان كثير التنقل، محباً للترحال والتعرف، واسع الطموح، زد على ذلك: ما صادفه من أحداث وظروف وطنية وعالمية لم تمر عليه كما مرت على كثير من الناس، ولم يتقبلها كما تقبلها كثير غيره، بل حاول أن يعيش ويتفاعل معها، ويساهم في تكييفها بقسط هو قسط العالم الذي يعتمد أسلوب التوجيه والإشارة والتنبيه حيناً، أو هو قسط الرجل السياسي الذي يعتمد أسلوب الحركة والعمل حيناً آخر.

وقد حاولت التعرف على أهم عناصر حياة الشيخ محمد الخضر حسين، وما مرت بها من مراحل مختلفة، والتوصل إلى أهم جوانبها، حتى نفهم شخصيته الثقافية، وما قامت به من أعمال لفائدة الدين والأدب والسياسة. ويمكن تقسيم حياة الشيخ محمد الخضر حسين إلى ثلاثة مراحل:

1 - المرحلة الأولى: حياته بالبلاد التونسية:

وتخص هذه المرحلة سنوات حياته التي قضاها في تونس منذ ولادته وطفولته إلى تعلمه، وهي فترة يمكن تسميتها بفترة (التعلم والتكوين)، وتمتد من سنة 1873 م سنة ولادته إلى سنة 1912، وهي السنة التي غادر فيها البلاد التونسية نهائياً إلى المشرق.

2 - المرحلة الثانية: حياته بالبلاد السورية:

وتخص هذه المرحلة كامل الفترة التي قضاها من حياته بدمشق، وانتقل أثناءها إلى الآستانة و"برلين"، وتمتد من سنة 1912 إلى 1920، وهي السنة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015