يوماً في البحر حتى وصل إلى ميناء بيروت.

يصف الإمام في هذه القصيدة الرائعة ما لاقاه من مخاطر السفر على الماء، ويتحدث عن الإنكليز، وجفاء طباعهم، ويذكر عند مروره في جبل طارق أرضَ الأندلس، ويحزن عند مروره بإستنبول وقد هوت بعد الهزيمة، ويرى في طرابلس العلم الفرنسي، (وذاك علامة الوطن المهان).

يقول الإمام الشاعر في القصيدة:

سئمت، وما سئمت سوى مُقامي ... بدارٍ لا يروج بها بَياني

فأزمعتُ الرحيل، وفرط شوقي ... إلى بردى تحكَّمَ في عِناني

بكرت إلى القطار فسار توّاً ... إلى مَرسى السَّفين كأُفعوانِ (?)

نهضتُ إلى السَّفينة في رفاق ... سَلوتُ بأنسهم نُوَبَ الزَّمانِ

وقضَّينا بها عشرين يوماً ... فلم نلج البلاد ولا المواني

تقلِّبها العواصفُ كيف شاءت ... وتقذفها بأمواجٍ سمانِ

ألا بُعداً لما تذكيه ريحٌ ... على الدَّأماءِ من حربٍ عَوانِ (?)

رست بمياه لندنَ وهي قُصوى ... فلا بَشراً نُحِسُّ ولا المغاني (?)

ووافاها العريف ومُسْعِدوه ... سراعاً في زوارقَ كالهِجانِ (?)

وأبصرنا جفاء في وجوه ... مقطِّبة وأَحْداقٍ رواني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015